تأثير سياسات ماسك وترامب على الأسواق
من بين التأثيرات المباشرة لوزارة كفاءة الحكومة (DOGE) التراجع المستمر في أسهم تسلا (NASDAQ:TSLA) لمدة سبعة أسابيع متتالية، منذ أن استقر ماسك في واشنطن العاصمة. إلى جانب ذلك، فإن السياسات التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة تشكيل الاقتصاد الأمريكي تعد جذرية إلى درجة أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بات في وضعية الترقب، بينما المستثمرون لا ينتظرون، بل يواجهون حالة عدم اليقين ببيع الأسهم بالفعل.
وفي هذا السياق، صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة خلال منتدى للسياسات بأن البنك المركزي يركز على فصل الإشارات الحقيقية عن الضوضاء، في إشارة إلى سياسات ترامب الاقتصادية. وأضاف أنه فيما يخص أسعار الفائدة، فإن مسؤولي الفيدرالي ليسوا في عجلة من أمرهم، وهم في وضع جيد للانتظار حتى تتضح الصورة بشكل أكبر. وفي الوقت نفسه، أقر وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت، يوم الجمعة بأن الاقتصاد بدأ يتباطأ إلى حد ما.
مؤشرات التضخم المنتظرة
عانت الأسواق المالية الأسبوع الماضي بسبب حالة عدم اليقين الناتجة عن سياسات ترامب، وسيولي المستثمرون هذا الأسبوع اهتمامًا خاصًا بمؤشرات التضخم، حيث سيتم نشر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء، تليها بيانات مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس، لتقديم رؤية أوضح حول أداء الاقتصاد. كما سيصدر يوم الجمعة مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان لشهر مارس، والذي سيعكس الحالة المزاجية السائدة بين المستهلكين.
أما بالنسبة لتقرير الوظائف لشهر فبراير، فقد جاء دون مفاجآت كبيرة، حيث أضاف سوق العمل الأمريكي 151 ألف وظيفة خلال الشهر، وهو رقم أقل بقليل من التوقعات، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.1%. ومع ذلك، اعتبر الاقتصاديون أن التقرير أفضل مما كان متوقعًا في ظل مؤشرات أخرى على تباطؤ النمو الاقتصادي.
وصفت شروتي ميشرا، الاقتصادية في بنك أوف أمريكا، التقرير بأنه إشارة إلى بعض الارتياح. وتواصل الأسواق توقع ثلاث تخفيضات لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025، وفقًا لبيانات بلومبرغ.
لكن السؤال الرئيسي الذي لا يزال مطروحًا هو: متى سيقرر الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة مرة أخرى؟ ففي خطابه يوم الجمعة، أشار جيروم باول إلى أن أي تخفيض إضافي في أسعار الفائدة ليس وشيكًا.
وقال باول: لسنا بحاجة إلى التسرع، ونحن في وضع جيد للانتظار حتى نحصل على رؤية أوضح.
يُذكر أنه لن تكون هناك تصريحات جديدة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، نظرًا لدخول البنك المركزي في فترة التعتيم قبل اجتماعه المقبل المقرر يومي 18-19 مارس.
نظرة على التضخم
من المقرر أن تصدر يوم الأربعاء بيانات جديدة حول وتيرة التضخم.
ويتوقع خبراء وول ستريت أن يظهر مؤشر أسعار المستهلكين لشهر فبراير تراجعًا طفيفًا في التضخم السنوي إلى 2.9% مقارنة بـ3% في يناير. كما يُتوقع أن ترتفع الأسعار بنسبة 0.3% على أساس شهري، وهو أقل من الزيادة التي شهدها يناير والتي بلغت 0.5%.